Wednesday, November 18, 2009

مقهى إيزافتش...فوضى غير متقنة، صخب مُعلَن

مقهى ايزافيتش كما يشير عبد الواحد التقى على مقاعده القليلة مثقفو الاربعينيات الحالمون بالعدل والحرية، وفيه كتبت قصائد وتوهجت قصص حب ودارت معارك فكرية وأدبية وسياسية ورواده كانوا سيد خميس والابنودي وابراهيم فتحي وأمل دنقل ويحيى الطاهر عبد الله وسيد حجاب وبهاء طاهر ومحمود يس.
ويرصد الكتاب أهم مراحل ايزافيتش، حركة اعتصام الطلبة عام 1971 التي طالبت بمحاكمة المسؤولين عن النكسة، تولي السادات المسؤولية من دون حسم للحرب، وكتب فيه أمل دنقل قصيدته «الكعكة الحجرية» وفيها: «أيها الواقفون على حافة المذبحة، أشهروا الأسلحة، سقط الموت، وانفرط القلب كالمسبحة» وفترة النضج والازدهار لهذا المقهى كانت من عام 1957 وحتى 1974 تقريبا وهي الفترة التي شهدت ميلاد كثير من الادباء والفنانين، من جيل سابق مثل حسن سليمان ولويس عوض الذي أهدى كتابه «بلوتو لاند» الى «الفتيات الضاربات على الآلة الكاتبة، والى آكلات الساندوتشات من ايزافيتش» لكن المؤسف ان المقهى الذي شهد ميلاد جيل من النقاد والادباء والسياسيين في مصر، وكان شاهدا على فترة من أهم فترات مصر تحول الآن الى معرض لبيع السيارات

نقلا عن مقال محمد أبو زيد عن كتاب"حرائق الكلام فى مقاهى القاهرة" لمحمد عبد الواحد الصادر عن دار أطلس2004
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لماذا مقههى إيزافيتش؟
الفكرة فى مجملها ناتجة عن أزمة فردية تشبعتنى حتى الملل، شكّلت رفضاً لكل السائد و المتعارف عليه، فى الأفكار و المعتقدات و العلاقات التى يشوبها كثير من التردد من تأزيم المفردات الصغيرة التى تنسج حياتنا إلى حد الإبتذال، لدرجة صنع جدران لا مرئية بيننا و بين بعضنا البعض، ليست لدينا القدرة على الملاحظة لأننا فى لحظة صنع الحدث ليست لدينا القدرة على الرؤية و إصدار الأحكام أو تقييم الوضع الذى نحن عليه، فى حالة خروج الموقف/التشابك/ التفاعل من حيز الحدث إلى حيز الذاكرة/ التاريخ، تتضح أمامنا الرؤية لإعادة تقييم ما فات لكنه تقييم لم تعد لديه القدرة على التغيير أو العودة أو إصلاح ما إنسكر فعلاً، تأتى فككرة المقهى كفعل تلقائى ليست تحكمه أى علائق أو قيود أو حريات مكبوته أو تعقيدات حاولنا مراراً أن نتخلص من صفتها الماضوية، لنفسى و لمن يو د أن يشاركنى ستتعدد الأصووات بشكل إنتقائى غير معترفة بأى أحكام أو تقاليد مسبقة رغم أنها فى أوقات كثيرة ستشغل حيزا كبيرا، لأنها ببساطة نحتت فى أرواحنا تشكيلات لن نقدر مهما بلغت درجة المحاولة أن تستأصلها من جذورنا

إنها ليست إلا مجرد صرخة- لا تتصف بصوتها العالى- فى وجهى و وجوهكم و وجه العالم الكريه العبثى المتناقض المتخم بالأيديولوجيات الكاذبة، ليس هنناك من هو خارج الأيديلوجية، كلنا لابد أن ننتمى لشىء و فى الإنتماء خروج عن الآخرين، و أنا لا منتمى إلا أحد و لا أحاول أن أضفى صفة القداسة على الشخصيات التى أضع صورها فى السايد بار حتى و إن كانت تشكل جزءا من تكوينى، ربما ما يجمعنى بهم صفة الرفض و الإمتعاض السلبى، لأننا بالفعل لم نغير شيئاً و لن نغير فههذه ططبيعة أزلية و أسئلة كثيرة تحتدم فى نفوسنا لا نلقى لها جواباً،  و ما الرفض إلا محاولة للإجابة تنتهى بأيدٍ فارغة

أنتمى لنفسى و لا أنتمى لأحد..حيث لا أحد

3 comments:

Unknown said...

حرائق الكلام فى مقاهى القاهرة
الكتاب ده ممتاز اخيرا لقيت حد فاكره

عَبْدو المَاسِك said...

طبعا يا معلم ده أنا مذاكره و إقتفيت أثر المقاهى اللى إتكلم عنها فى القاهرة

Unknown said...

طيب دي حاجه كويسه خالص
طيب متقولنا ايه التغيرات اللي طرأت علي الباقي الموجود

Post a Comment